19 يوليو 2011

كلام

هذا اليوم لم أنطق بكلمة.
شيء بناسب شخصيتي كثيراً.

تأكدت اليوم
أن الإنسان يستطيع حقّاً العيش دون أن يتكلّم. 

29 مايو 2011

أخطاء

أحب ما أكتب لأنه نصف أخطائي
أما نصف أخطائي الآخر هو أني أكتب
أحب أخطائي كلّها، لأنها أدب  

12 فبراير 2011

Back Up 2011

أن تشهد ثورتين وإطاحةً بحكمين خلال شهر من الزمن، أمر لا يصدّق. ويصعب استيعابه هكذا دفعةً واحدة.
أتصوّر نفسي عجوزاً تجلس على أحد الكراسي الهزازة (كرسي هزّاز؟ لا، كرسي جلد بمجسّات للتدليك)، أحمل نظارةً ثخينة (أو ربما يكون زمن النظارات اندثر)، أحمل كتاباً (أو "آي بوك"، بدأت الكتب الورقية بالتناقص). ويأتي حفيدي (هذا إذا تزوجت)، يسألني :تاتا (أو مي هيك حاف)، خبريني عن ثورات 2011!
أمسك الـ"آي بوك" خاصته، وأتلمّس شاشة ملف كتاب التاريخ..
- حبيبي، منزّل الـVirgin الجديد على آي بوكّك؟
ـ ستّي! Virgin شو؟ هدا الحكي كان زمنك.
ـ حاسة الحكي طالع نازل. هاي صورة زين العابدين ومبارك سوا؟
ـ ستّي، ما عملتي جلسة ليزر الصبح؟ أنا تارك قلم الليزر في الحمّام عشان إزا بتحبّي تستعمليه.
ـ أنا عارفة؟ مش شايفة منيح. انسَ التكنلوجيا، أنا بحكيلك شو صار، أنا شهدتها شخصيّاً.
ـ إيه، بدينا استعراض، شو صار؟
ـ ولك يصحّلك. كنت أدرس ماجستير إعلام حديث في عمّان. لما حرق بو عزيزي حاله في تونس.
ـ لحظة لحظة، مين بو عزيزي؟
ـ الدكتور بو عزيزي إللي الشرطة أخدوا منه بسطة الخضرا، وحرق حاله احتجاجاً.
ـ بس ما إله ذكر في الـ"آي بوك".
ـ مش بقللك الكتابة طالعة نازلة؟! المهم، ثاروا الشعب التونسي على زين العابدين بن علي، وبدهم يغيروا النظام والحكومة والسياسات و..
ـ بس أنا قرأت في الـ"آي بوك" إنه زين العابدين كان مخضّرها لتونس، وهو أول من نادى بعدم البقاء في الحكم طويلاً.
ـ طيّب وبعدين؟ مهو ضل في الحكم 23 سنة.
ـ كملي ستي كملي، مش كاتبين لا 23 ولا غيرها.
ـ حمل حاله هالـ زين العابدين، وفل على فرنسا، ما استقبلوا، مرّ على إيطاليا ما استقبلوا، عبّى سولار وكمّل على السعودية، لولا اتحجج بالعُمرة، كان كمان ما استقبلوه.
ـ بس الـ"آي بوك" ما بقول هيك ستي، زين العابدين بعد ما ثاروا الشعب، قال إنه بحب شعبه وسلّم الحكم لـ الغنوشي، وقال إنه بحترم مطالب الشعب، وفعلاً راح على السعودية يعمل عُمرة تكفيراً.
ـ مكتوب إنه زوجته حملت طن ذهب؟
ـ لأ
ـ مكتوب إنه هرّب مليارات من اليورو؟
ـ شو اليورو ستي؟
ـ زي ما تقول الدينار العربي المشترك إللي بتقاتلوا وين يكون البنك المركزي تاعه، في أي دولة من الـ 30 دولة عربية.
ـ 31 ستي، شو نسيتي إنه البحرين قسموها لجزيرتين في المشروع الأخير؟ سمّوا وحدة بحرين والتانية جزيرتين.
ـ آه صح، نسيت. العتب عل كبر يا ستي.
ـ ما عملتي Back Up للـMemory Card إللي في راسك؟
ـ لأ يا حبيبي، بعطيك ياها بس نخلّص شرح.
ـ آه صح، كملي يا ستي.
ـ فش كم من يوم، بدوا هالمصريين يثوروا، اتجمعوا في ميدان التحرير، شي مليون واحد.
ـ هدول كانوا في مصر الضفة الشرقية لنهر النيل أو الضفة الغربية لنهر النيل؟
ـ كانت دولة وحدة، جمهورية مصر العربية. بعدين معك؟ كم مرّة صرت قاطعني؟ يعني مش مكتوب هالحكي في "آي بوكّك"؟
ـلأ والله. مكتوب اجتمع كم من ألف في ميدان الشهداء مش التحرير، مطالبين بالعدالة الاجتماعية، وتوفير البسكوت، وتوزيع الحشيش..
ـ أخرس! مين قال هيك؟
ـ الـ"آي بوك" يا ستي، والله الـ"آي بوك".
ـ كذب. صمد هالعرص المبارك، شي 18 يوم. قريب الـ500 شهيد، وألفات الجرحى.
ـ بس بقولوا في الـ"آي بوك" إنه بعد قرابة العشر أيام، واستيعابه للثورة السلمية، ورغبة منه بتحقيق المطالب، فوّض عمر سليمان باستلام الحكم، وهو مسكين حمل أغراضه وراح على شرم الشيخ يشتّي هناك.
ـ كزب يا ستي، 18 يوم بالتمام والكمال، وبعد ما فقّع الشعب، بدو يروح وما بدّه، لازق بالكرسي وما بدّه، بخطب بالعالم وما بدّه. طلع عمر سليمان إللي بتحكي عنه، وأعلن إنه مبارك تنحّى بعد ما تنّح، وسلّم الأمور للجيش، وراح..
ـ على شرم الشيخ يشتّي.
ـ طيّب بدنا نفرض إنه راح على شرم الشيخ يشتّي.
ـ طيب.. الجزائر شو صار فيها؟
ـ ....
ـ اليمن؟
ـ .....
ـ العراق؟
ـ ....
ـ ليش مش عم تحكي؟ ستي؟
ـ بعد هيك يا ستي، مش عم بتذكّر منيح.
ـ هاتي الـMemory Card  أزبطلك الوضع.
ـ لحظة. أي وضع؟ لأ لأ لأ .. خليني على ذاكرتي الحقيقية لتقوم تنزّلّي Virus يمحي أحلى ذكريات 2011، وتنزّلي برنامج معفّن من نسخة الـ"آي بوك" تاعك. دخلك مين كاتب هدا الـ Virgin؟
ـ مكتبة الشرق الأوسط الجديد.
ـ آآآآه قلتللي.
ـ ليش ستي؟
ـ ولا شي. أنت ما خلّصت امتحانات التوجيهي؟ همة لسّا ما لغوا هالنظام المعفن؟
ـ احتمال، احتمال هاه، السنة الجاي يلتغي. احتمال.
ـ طيّب، بما أنك زكّرتني بـ2011، تروح معي الليلة رحلة هناك؟
ـ المشكلة إنه عليّ امتحانات، وآلة الزمن آخر مرّة فلمتنا، شو نسيتي؟ رحنا على 2020، وما لقينا فلسطينيين في القدس وانسم بدنك.
ـ ما تذكرني. فكرك مفتاح البيت المعلق برقبتي بلاقي له باب في وادي الجوز؟
ـ لو قلتيلي بطاقة ممغنطة كان قلتلك ممكن.





8 فبراير 2011

قصيدة "فيس بوكيّة" ثورية

يطبعني الـ Facebook
تعجبني ابتسامتك
فأضغط بقبلة
على ذقنك Like

تبتسم مجدداً
فآمر بـ Share
لأُري أصدقائي
كم أنا محظوظة بك

ابتسامة أوسع 
ألصقها على الـ Wall
فتلغيني الرقابة بـ Report

أتحايل عليهم 
أفتح Group خاصةً بابتسامتك
أستقبل فيها الـمعجبين

أضحك مجدداً حبيبي
فلنمنع الـ Facebook
في الأردن 

7 فبراير 2011

دون حساب

صريحة أنا لو تطلب الأمر،
ضاربة كل معايير الخجل
بعرض وطول الجدار العازل
دون حساب

لكن..
أين تروح جداول الضرب
كيف تضيق مساحات  الصوت
لمَ تضعف ضربة النفس الطويل؟

حين أرغب بالاعتراف
أني أحبك

6 فبراير 2011

الصمت

ما الذي يغيظكم في الصمت
اللعبة الوحيدة التي أجيدها
أعليّ في كل مرة
أن أرفع كتفيّ وأقلب شفتي السفلى؟
"لا أعرف! أنا حقاً لا أعرف"

إن أصعب دراسة يمكن أن تجريها في أي حقل دراسي، تلك الدراسة التي تجريها على نفسك. مرّ عليّ ما يقارب الـ17 عاماً -أي منذ بدأت أعي "المشكلة"- وأنا أدرس نفسي، ولم أتوصّل حتى الآن إلى دراسة حقيقية يمكن أن أقول فيها "سبب صمتي كذا" أو "توصّل الباحث -الذي هو أنا- إلى عقدة الصمت المتمثلة بكذا".

لست أتضايق من صمتي إلا في وجوده. خاصة تلك اللحظات التي أكون فيها معه على الهاتف ولا أعرف كيف أبقي المكالمة لمدة أطول، ولا أجد كلاماً مناسباً أقوله . هنا، أشعر بالصمت ثقيلاً، أحسّه، أتلمسه مستلقياً على لساني، أحاول ابتلاعه، رميه في مكانٍ ما على طواحيني كما أفعل بالعلكة، ألوكه لكن دون جدوى. وحين أحسه كطفل تعب من ركضي وراءه، يكون الأوان قد فات، ينهي هو المكالمة بكلمات لطيفة، ولا أعرف مجدداً كيف أرد.
على الدوام كان الصمت سبباً لابتعاد الناس عني، "ياما تحت السواهي دواهي" كانوا يقولون. وفي مرات أخرى، يكون العكس، سبباً لاقترابهم مني، ورغبة للتعرف أكثر على هذا الوجه المخفيّ خلف قناعٍ حديديّ.
لكني في النهاية أحبه، أحبه يا جماعة، والله أحبه هذا الصمت الذي يميّزني. أنا هكذا، هكذا صامتة. صامتة.